ایکنا

IQNA

وفاة القارئ المصري "الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي"

16:51 - July 26, 2017
رمز الخبر: 3465314
القاهرة ـ إکنا: توفي القارئ المصري الشهير "الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي" صباح اليوم الأربعاء 26 يوليو / تموز الجاري عن عمر ناهز 80 عاماً.
وفاة القارئ المصري
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، لعل أهم ما كان يميز القارئ الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي بين مشاهير قراء القرآن الكريم أنه جمع بين الحسنيين: جمال الصوت والتمكن من حفظ القرآن لذا ذاع صيته في مصر والعالم العربي والإسلامي نظراً لشدة التزامه بأحكام التلاوة وتجويده المتقن وتواضعه الجم، واعتداده بنفسه ووقاره المستمد من جلال القرآن، وقبل التحاقه بالإذاعة كان يلقب بـ"القارئ العالم" و"كروان الدقهلية".

في فترة وجيزة أصبح الشيخ الطنطاوي على كل لسان وصوته في ذاكرة الملايين.. ولد القارئ الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي بقرية النسيمية بمحافظة الدقهلية بمصر عام 1947 للميلاد، وحفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة من العمر وكانت هذه أمنية والده عبدالوهاب الطنطاوي الذي وهب ابنه للقرآن، فأقبل الابن على دراسة القرآن وتلاوته بكل جوارحه وبما وهبه الله من ذكاء وهدوء وتواضع ومقومات مكنته من كتاب الله عز وجل.

والتحق الطنطاوي بالمعهد الديني بمدينة المنصورة بعد حصوله على الإبتدائية ليتلقي العلوم الدينية ويكون من رجال الأزهر الشريف، ولأنه من حفظه القرآن استطاع أن يستوعب المنهج الدراسي بسهولة واقتدا فاهتم به شيوخه وأولوه رعايتهم وتوقعوا له أن يكون قارئاً مشهوراً ونجماً ساطعاً في عالم القراء لأنه يتمتع بمزايا عدة منها جمال الصوت وقوة الأداء وشدة الالتزام بأحكام التلاوة والتجويد المتقن، بالإضافة إلى تواضعه الجم وحسن المظهر واعتداده بنفسه ووقارة المستمد من جلال القرآن الكريم . 

وقال الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي: "بعدما اشتهرت بين الشيوخ والزملاء بالمعهد بأنني قارئ للقرآن، وأصبحت قارئاً للمعهد في العديد من المناسبات المختلفة قال لي أحد الشيوخ: يا محمد أنصحك بأن تدخر جهدك وصوتك وما وهبك الله من حفظ لكتابه وحسن الأداء في تلاوة القرآن حتى تكون قارئاً مشهوراً مثل المشاهير الذين نسمعهم في الإذاعة ..

وبالفعل استمعت لنصيحة شيخي وذهبت إلى معهد القراءات لأدرس علوم القرآن والتجويد حتى أتمكن من تلبية الدعوات التي انهالت علي بكثرة من قرى كثيرة بمحافظة الدقهلية بواسطة زملائي بالمعهد الذين كانوا سبباً في شهرتي بقراهم أثناء دراستي بالمعهد الديني وقبل التحاقي بالجامعة» .

واستطاع الشيخ أن يجمع بين الحسنيين جمال الصوت والتمكن من حفظ القرآن، فذاع صيته وتملك القلوب وخاصة بين الآلاف الذين عشقوا الإستماع إلى صوته العذب الجميل، وكان نجاحه نتيجة مزيد من الجهد المتواصل للبحث عن أسباب النجاح وصقل مواهبه وتنمية قدراته فلم يترك الشيخ محمد مناسبة إلا وحضرها كمستمع ومتلق ويسجل كل حركة وكل نغمة ليستفيد منها أثناء القراءة، كما حضر المجالس التي يترأسها الشيخ حمدي الزامل.

والذي تملك ألباب محبيه فتعلم منه سلوكيات القرآن وحسن التلاوة والثقة بالنفس. وفي عام 1969 انتقل الشيخ محمد عبدالوهاب إلى القاهرة ليكمل دراسته بجامعة الأزهر الشريف فالتحق بكلية أصول الدين ليكون داعية تحقيقاً لرغبة والده واختار قسم الفلسفة والعقيدة وكان ذلك سبباً قوياً في فلسفة تعامله مع الآخرين بأدب رفيع.

وفي الجامعة بدأت عوامل التكوين الصوتية والشخصية تظهر لدى الشيخ طنطاوي فكان يلبي الدعوات التي انهالت عليه من كل محافظات مصر، واستطاع أن يوزع وقته بين تحصيل العلوم والمناهج الدراسية بالجامعة وبين ممارسته لتلاوة القرآن في الحفلات والمناسبات الدينية التي كان يدعى إليها في شتى محافظات مصر.

وكان ينتقل في أوقات فراغه بين مجالس العلم بالمساجد الشهيرة بالقاهرة حتى يتمكن من تحصيل العلوم خلال دروس المحاضرات التي كان يلقيها كبار العلماء كالدكتور عبدالحليم محمود ، والشيخ الباقوري والشيخ النقشبندي.

وبعد تخرجه في الجامعة عمل كواعظ أول في محافظة الدقهلية وظل يعمل بالدعوة عشر سنوات اشتهر فيها كأحد القراء الموهوبين في عالم تلاوة القرآن وخاصة في حفلات وسهرات الوجه البحري بعد رحيل الشيخ حمدي الزامل، كما اشتهر بين كبار القراء، مثل: الشيخ محمد بدر حسين، والشيخ غلوش والشيخ حصان والشيخ الطبلاوي والشيخ الرزيقي .

وقال عنه مستمعوه في تلك الفترة: «إنه قارئ يفعل ما يريد دون أي تأثير على الأحكام ولديه كل الإمكانات الصوتية الجميلة والأحكام المتقنة ولا ينقصه اي شيء إلا الاقتراب من الأضواء حتى يأخذ حقه ومكانته التي لا تقل مكانة عن مكانة الرعيل الأول بالإذاعة». القارئ العالم في الفترة من 1975 إلى 1985 قبل التحاقه بالإذاعة لقب الشيخ الطنطاوي بعدة ألقاب منها:

«القارئ العالم» و «كروان الدقهلية» وفي فترة وجيزة أصبح الشيخ محمد عبدالوهاب على كل لسان ودخلت تسجيلاته في كل بيت فكان ذلك سبباً لتثبيت اسمه وصوته في ذاكرة الملايين من الناس ومن هنا تم اعتماده كقارئ بإذاعات جمهورية مصر العربية نظراً لكفاءته وجماهيريته وإمكاناته التي أشاد بها كل من استمع إليه من المتخصصين وغير المتخصصين. وكانت الإذاعة سبباً قوياً في انتشاره محلياً وعالمياً جعل الكثير من دول العالم ترسل إليه الدعوات لإحياء شهر رمضان بها.

وامتاز الشيخ الطنطاوي بشدة التزامه في التلاوة من حيث الأحكام والتجويد بالإضافة إلى الأداء المتميز الفريد الذي أهله لأن يكون ضمن أجود عشرة قراء على الساحة خلال هذه الفترة.

وزيارته إلى دول العالم سافر الشيخ الطنطاوي إلى كثير من دول العالم العربية والإسلامية والأجنبية، وقرأ القرآن بمعظم المراكز الإسلامية في كثير من دول العالم فسافر إلى هولندا وتلا القرآن بالمراكز الإسلامية هناك بين حشود وجماهير غفيره من أبناء الجاليات الإسلامية في شتى بقاع الأرض .. كما قرأ القرآن الكريم بالمركز الإسلامي بواشنطن ولوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، وسافر إلى كندا والبرازيل والأرجنتين والنمسا وألمانيا واليابان، ودول الخليج{الفارسي}. 

وقال الشيخ الطنطاوي: "عندما أرسلتني وزارة الأوقاف المصریة إلى «كينيا» كان مقرراً أن أقرأ في كل المحافظات الرئيسية الأربع لمدة أسبوع في كل محافظة، بدأت بالعاصمة نيروبي فلما علم المسلمون بأنني واعظ تمسكوا بي جداً وطلبوا مني أن أقدم لهم درساً بعد القراءة وأن أقوم بأداء خطبة الجمعة كل أسبوع فقلت لهم إنني مبعوث لتلاوة القرآن فقط فقال لي بعضهم ولكنها نعمة أنعم الله بها عليك أن تكون قارئاً وعالماً في آن واحد، فأثرت في هذه العبارة ودفعتني بقوة لأن أكون حريصاً على أن أضع في اعتباري أن القارئ خير سفير لبلده ودينه في كل الدنيا.

المصدر: إکنا + البیان
captcha