لذلك أجبر على قطع المسافة الطويلة من المدينة المنورة الى مرو (طوس) في اقصى الشمال الشرقي من ايران. حيث عاصمة المأمون، وقد اضطر الإمام الى قبول هذا المنصب بشرط ان يكون شكلياً، ولا يمارس أي دور يفهم منه إقراراً بسياسة بني العباس.
وكانت للإمام الرضا(ع) محطات في هذا الطريق الذي شهد استقبالات حافلة له وذلك لمكانته الجليلة وعظم قدره، ومن ذلك ما حدث في نيسابور حيث نقل الى جمع غفير من العلماء والمؤرخين حديثه المعروف بالسلسلة الذهبية عندما نقل الإمام الرضا(ع) عن آبائه الطاهرين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل عن الله «لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي» ثم التفت اليهم الإمام مستدركاً: «بشروطها وأنا من شروطها».
وقد سُكت النقود باسم الإمام الرضا عليه السلام من قبل المأمون العباسي، ورغم ذلك فلم يتورع المأمون عن اغتيال الإمام الرضا(ع) 203 هـ عندما استشعر خطر أثره على توجهات جموع الناس نحوه.
ولكن مرقده الشريف صار محلا لزيارة الملايين من الناس وهو يمثل نوعاً من ارتباط محبي مدرسة أهل البيت عليهم السلام بهم وتمسكهم بهذه العروة الوثقى، وذلك امتثالاً لما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل: «ستدفن بضعة مني بخراسان، ما زارها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة وحرّم جسده على النار»،
ويتفنن المسلمون هناك بألوان الأدعية الى الله عز وجل والتوجه الى الكعبة المشرفة بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم طلبا للأجر من الله تعالى والثواب وقضاء الحاجات من الله تعالى.
بقلم الباحث الديني الكويتي "د. عبدالهادي عبدالحميد الصالح"