وأشار إلی ذلك، الباحث الايراني في الدراسات الدينية "محمد سروش محلاتي" في کلمة ألقاها حول عید الأضحی المبارك وأسباب تقدیم الحجاج للأضاحي فی هذا الیوم المبارك. 

فيما يلي نص كلمة "الشيخ محمد سروش محلاتي":

"إن هناك سؤالین حول سُنة تقدیم الأضاحی یوم عید الأضحی المبارك وهما أولاً هل ذبح الحیوان ضمن سُنة إسلامیة عمل ینسجم مع قیم الأخلاق؟ وثانیاً إن کان الذبح من أجل الحصول علی لحم الحیوان وتأمین غذاء الإنسان فهل هناك سبب شرعي یجیز ذلك؟ 

کان یعتقد المفسر القرآني الايراني الكبير العلامة الطباطبایي أن الشریعة یجب أن تتطابق مع فطرة الإنسان وطبیعته فعلینا أن نبحث عن سبل حیاة الکائنات ثم النظر في تطابق التشریع والتکوین. 

إن حیاة الإنسان وإستمرارها رهن التغذیة مما یناسبها ولا یناسبها طعام الا کان فیه شرطان وهما أولا أن لا یکون في ذلك الطعام ضرر وثانیاً أن لا یزرع الکراهیة في قلب الإنسان. 

وبحسب الدراسات فإن اللحم یصلح طعاماً للبشر کما أن الأعشاب والحیوانات في الطبیعة تتغذی من بعضها وهذا ضمن إطار الطبیعة التي جعل الله فیها طعاماً لکل من خلقه.

إن النباتات والحيوانات والبشر تعتمد على بعضها البعض للحصول على المغذيات؟ وهناك ارتباط وترابط في نظام الخلق هذا، وقد وضع الله طعام كل مخلوق في هذا النظام.

وتقدیم الأضاحی لیس سنة أتی بها الإسلام إنما کانت موجودة قبل الإسلام ولکن الإسلام عمل بها فرقاً.

والفرق الأول هو أن الإسلام لم یرضی بذبح الأضاحی لغیر الله تعالی کما إنه یرفض السجدة لغیر الله تعالی، ویقول القرآن الکریم "لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ..." (الحج/ 37).

والفرق الثاني أن الضحیة قبل الإسلام کان یتلف لحمها ولکن الإسلام لم یرضی ذلك بل أمر بتناولها قربة إلی الله تعالی. 

وبحسب المفكر الاسلامي الراحل الأستاذ الشیخ "مرتضی مطهری" أن ذبح الحیوان لیس القصد في تقدیم القرابین بل الهدف من ذلك إطعام الناس. 

والملاحظة الهامة الأخری هي أن ذبح الأضاحي في العید فیها تمرین وإعداد للعباد لیتعلموا التضحیة فی سبیل الله حیث نستعد للتضحیة بما نملك في سبیل الله تعالی.