ایکنا

IQNA

التعريف بالتفاسير والمفسرين / 15

"ملا صدرا" صاحب التفسير الفلسفي للقرآن

11:07 - January 25, 2023
رمز الخبر: 3489661
طهران ـ إكنا: أصدر الفيلسوف الإسلامي الشهير ومؤسس فلسفة "الحكمة المتعالية" الحكيم ملاصدرا الشيرازي "تفسير القرآن الكريم" ذات الطابع الفلسفي والصوفي باللغة العربية.

و"صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي" والمعروف بـ "ملا صدرا" أو "صدر المتالهين"(1640 ـ 1571 للميلاد) هو فيلسوف وحكيم شيعي كبير وصاحب نظريات في الفلسفة ومن أبرز كتاباته "تفسير القرآن الكريم" و"شرح أصول الكافي". 

وجمع ملاصدرا بين فرعي المعرفة النظري والعملي فينسب إليه نهج الجمع بين الفلسفة والعرفان والذي يسمى بمدرسة الحكمة المتعالية.

ولد في مدينة شيراز جنوب غرب إيران عام 1571 للميلاد، واشتهر باسم "ملا صدرا"، وحصل لاحقًا على لقب صدر المتألهین لنهجه في الفلسفة، الذي كان مهتماً بالإلهیات وركز على الشواهد الباطنية العرفانیة.

وانتقل إلى أصفهان عاصمة الدولة آنذاك، فحضر عند فقيه عصره الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي ودرس العلوم النقلية ونال على أثرها درجة الاجتهاد، وكان سنده في العلوم العقلية.

وكان طرح صدر الدين الشيرازي متطوراً جداً مما صعُب على معاصريه أن يقبلوه، فتلقى منهم صنوف المضايقات بسبب ذلك، فما كان منه إلا أن هجر القوم إلى القرى النائية منقطعاً إلى الرياضة الروحية حتى تجلّت له العلوم الباطنية، وبعد إقامته في قرية كهك من توابع قم عاد إلى شيراز بأمر من الشاه عباس الصفوي ووتوفي سنة 1640 للميلاد في البصرة اثناء طريقه للحج.

وكشف عن فكره الفلسفي في كتاب "الأسفار الأربعة" ولملا صدرا إشراف على مختلف المجالات الفكرية والفلسفية ولكن جُلّ اهتمامه توجه نحو الفلسفة.

وصنّف صدر المتألهين مناهج التفسير إلى أربع وقال أولها هو "منهج الراسخین في العلم" وهو منهج الأنبياء والأئمة (ع) في فهم القرآن وهو منهج خصّ الله به فئة قليلة من المقربين دون غيرهم.

واعتبر صدر المتالهين هذا النهج الوحيد لفهم الأسرار الالهية وبواطن القرآن الكريم وهو المنهج الكامل الوحيد من منظوره لا يحصل من خلال إتباع القواعد اللغوية والنحوية العربية ولو كان كذلك لاستطاع كل علماء العربية فهم القرآن الكريم.

ويقول صدر المتأهلهين إن أهم وأفضل أسلوب في تفسير القرآن الكريم هو الذي أساسه القريحة والشهود الباطني المتصل بالنبوة والولاية.

ويتبع الفيلسوف الشيعي الشهير نهج تفسير القرآن بالقرآن ويشير إلى التفاسير الأخرى ضمن كتاباته سواء كان يتفق معها أو من باب توجيه النقد لها.

ويعتبر تفسير الملا صدرا تفسيراً بارزاً وذا قيمة، وقد أظهرالمؤلف أولاً مناقشة لغوية ودلالية في بداية كل فصل وكل آية ثم أشار إلى المشاكل الفلسفية في الآية وبعد ذلك يحاول شرحها.

ويستند هذا التفسير على مناهج فلسفية وغنوصية وبديهية، وهو في 8 مجلدات حيث يتعلق الجزء الأول بتفسير سورة الفاتحة، والجزء الثاني يختص بتفسير سورة البقرة من الآية 1 إلى الآية 22، كما أن  المجلدين الثالث والرابع للتفسير يتعلقان بأبواب سورة البقرة، فسر الملا صدرا الآية 45 مشيراً إلى معنى ومفهوم التناسخ وتفسيراته، وذكر مقاصد الآية.

وفي المجلد الخامس، فسر آيتين بارزتين، وهما آية الكرسي وآية النور، وفي المجلد السادس تفسير لسورة السجدة، و بدءاً بالمواضيع الدلالية والنظر في المشاكل الفلسفية.

وكرّس مجلديه السابع والثامن لتفسير سورة يس، أما التفسيرات الأخرى فهي كالتالي: تفسير سور الواقعة، والحديد، والجمعة، والطلاق، والطارق، والأعلى، والضحى، والزلزال.

وأصدر صدر المتالهين تفسير القرآن الكريم بحسب ترتيب سور القرآن الكريم في مجلد واحد وباللغة العربية وطُبع فيما بعد تحت عنوان "تفسير ملاصدرا" بجهود من الشيخ "أحمد الشيرازي".

وقام فيما بعد المترجم "محمد خواجوي" بترجمة تفسير بعض السور إلى الفارسية منها تفسير سور الواقعة والجمعة والطارق والاعلى والزلزال والنور في أربعة مجلدات.

captcha