"مصطفی کمال محمود حسین آل محفوظ" المعروف بـ"مصطفى محمود"  مولود 1921 متوفي 2009 کان باحثاً قرآنیاً وطبیباً وعالماً وکاتباً مصریاً ترك 89 کتاباً في تفسیر القرآن والفکر الدینی والروایة.

وبسبب دراسة "مصطفى محمود" في مجال الطب، وأجواء مصر آنذاك، إعتبر العالم المادي یتبع منطقاً جبریاً لا إختیار للإنسان في الحیاة.

ومع ذلك فإن أعواماً من التدبر والجهد من أجل التغلب علی الشك جعله یعتقد أن الوجود لیس مادیاً فحسب بل هناك إختیار لدی الإنسان یمارسه في ذاته بعیداً عن المادیات وهذا ما عکسه في کتابه "رحلتي من الشك إلی الإیمان" الصادر 1970م.

ویوجه مصطفی محمود نقداً إلی مستوی إهتمام المجتمع المصري بالقرآن الکریم آنذاك ویعتبر ذلك دلیلاً علی عدم کشف الإعجاز القرآني بالإضافة إلی الخطأ في تلاوة القرآن الکریم.

ویحاول محمود في کتاب "الله والإنسان" الإجابة علی تساءلات أساسیة حول الشك والیقین والتوحید والکفر وإعتبر البعض کتابه کفراً ولکن المحکمة التي أقیمت بطلب من الرئیس "جمال عبدالناصر" برأته من الإتهام.

ثم طلب منه الرئیس "محمد أنور محمد السادات" الذي کانت تربطه علاقة صداقة بمحمود أن یکتب کتاب " حوار مع صديقي الملحد".

ومن أهم إنجازاته سلسلة برامج "العلم والإیمان" التي تم تسجیلها بین الأعوام 1971 لغایة 1999 في التلفزیون المصری في 400 حلقة حیث قام بدراسة العلم من منظور إیماني.

وتطرق في فقرات من البرنامج إلی تطور العلم في العالم الحدیث ثم یشیر إلی آیات من القرآن الکریم وتفسیرها إلی جانب الأبعاد الإیمانیة والتي تشیر إلی خلو العلم من الشر وضرورة التوسل بالإیمان لوقف الشر الذي یمکن أن یحصل عبر إستغلال العلم.

وبرنامج "العلم والإيمان" والذي يعد موسوعة علمية وثقافية هائلة، اشتمل على مجالات متعددة: طبيعية وبيئية وجغرافية وطبية وفلكية وفي علوم النباتات والحشرات، حاول من خلاله بيان زيف النغمة التي شاعت في زمنه، والتي تدعي أن العلم مناقض للإيمان، وذلك عن طريق الأخذ بيد المشاهد مباشرة إلى الحقائق الرابطة بين العلم والإيمان.

وقد سعى الدكتور مصطفى محمود من خلال هذا البرنامج إلى الحث على التأمل والتدبر والتفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى، مستخدماً أسلوباً علمياً بسيطاً يمكن لجميع المشاهدين فهمه على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم.