ایکنا

IQNA

كيف يمكن مواجهة ظاهرة "الاسلاموفوبيا" في المجتمع الامريكي؟

10:34 - November 01, 2016
رمز الخبر: 3462310
واشنطن ـ إکنا: ظاهرة الخوف من الاسلام في أمريكا هي مصدر قلق لكثير من المهاجرين الذين أرتبطت حياتهم تماماً بالمجتمع الأمريكي، ربما تختلف الآراء حول المسؤولية عن "الاسلاموفوبيا" لكن يتفق الجميع على الحاجة لبذل المزيد من الجهد للتصدي لها.
كيف يمكن مواجهة ظاهرة

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، عندما تحدث دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن خططه لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة "حتى يتم تحديد كيفية التعامل مع خطر الإرهاب"، على حد وصفه، أثار ضجة إعلامية واسعة، وحرك عاصفة من الانتقادات من جانب شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري نفسه، ومن جانب منافسته هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، ومن جانب البيت الأبيض. وأضطر ترامب نفسه لاحقاً للتراجع نسبيا بقوله أنه يطالب "بحظر مؤقت، وهو مجرد أقتراح حتى نفهم ما يجري".

غير أن طرح هذه الأفكار من قبل مرشح ينافس على رئاسة الولايات المتحدة أثار الكثير من التساؤلات حول ظاهرة الخوف من الاسلام أو "الاسلاموفوبيا" في المجتمع الأمريكي، وعن المدى الذي وصلت اليه، وعن الصورة التي يقدمها الاعلام الامريكي غالباً عن الإسلام والمسلمين، وإنعكاسات هذه الصورة على حياة المسلمين في المجتمع الأمريكي.

وحسبما يقول نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية فإن أحداث العنف تصاعدت تجاه المسلمين بشكل واضح في العام ونصف العام الماضيين، وأن عام 2016 ربما يكون هو الأسوأ من حيث الأستهداف السياسي للمسلمين وموجة الاعتداءات أو التمييز ضدهم.

ويشمل ذلك التمييز ضد المسلمين في أماكن العمل، والمضايقات للطلبة المسلمين في المدارس، وحرق بعض المساجد، وكل هذا موثق من قبل مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية، حسبما يؤكد.

وطبقا لدراسة قام بها مجلس العلاقات الاسلامية ـ الأمريكية مؤخراً في ولاية كاليفورنيا، أشتكى نحو نصف الطلبة المسلمين الذين شملتهم الدراسة من تعرضهم لمشكلات أو مضايقات بسبب دينهم.

ويضيف عوض أن ترامب يتحمل جزءاً غير قليل من التصاعد في موجة الخوف من الاسلام بسبب التوظيف السياسي لملفات العنف في العالم الاسلامي، إذ يتم استخدام المسلمين "كبش فداء" لما تقوم به جماعات متطرفة لا تمثل الغالبية الساحقة من المسلمين. وبشكل عام، يتم هذا التوظيف السياسي من قبل بعض أوساط الحزب الجمهوري، والأعلام اليميني الأمريكي الذي يقدم صورة مغلوطة ومشوهة للمسلمين.

غير أن الدكتورة عبير كايد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة هوارد الأمريكية، أوضحت أن هناك مشكلات كثيرة في أوساط الجالية المسلمة في الولايات المتحدة تحد من قدرتهم على تقديم صورة ايجابية عن الاسلام للمجتمع الأمريكي. ولعل الانقسام القائم بين المسلمين حسب البلاد التي جاءوا منها من أبرز هذه المشكلات. فهناك تجمعات للمسلمين من باكستان وأفغانستان، وأخرى للمسلمين العرب، وثالثة للمسلمين الأتراك، وهي كثيرا ما تعمل بشكل منفصل. هذا علاوة على الخلافات السياسية بين المنظمات والجمعيات الاسلامية حول مواقفها من الأنظمة الحاكمة في الدول العربية، مثل الخلافات الواسعة حول ما يحدث في سورية والعراق ومصر، علاوة على الخلافات حول المناهج التي يجب تدريسها للطلبة المسلمين في الولايات المتحدة.

وتضيف كايد أن كل هذه الخلافات لم تساعد المسلمين على تقديم صورة حقيقية مشجعة للاسلام، والنتيجة ما يحدث أحيانا من خوف من الاسلام، أو تمييز ضد المسلمين، أو تمييز ضد العرب عموما، إذ أن كثيراً من الامريكيين يظنون أن كل عربي هو مسلم!

وتبقى ظاهرة الخوف من الاسلام، أو التمييز الذي قد يواجهه العرب والمسلمون في الولايات المتحدة، مصدر قلق لكثير من المهاجرين الذين أرتبطت حياتهم تماماً بالمجتمع الأمريكي، وللجيل الثاني الذي ولد ونشأ في هذا المجتمع. ربما تختلف الآراء حول المسؤولية عن "الاسلاموفوبيا" لكن يتفق الجميع على الحاجة لبذل المزيد من الجهد للتصدي لها.

المصدر: bbc.com/arabic
captcha